مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي

بيـــان
عَقدت مَجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي اجتماعها الشهري بمدينة المُحمدية يوم السبت 31 ماي 2025، حضوريا وعَن بُعد، لدراسة المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الطارئة في المغرب ومحيطه الإقليمي، والتطورات الحاصلة في القضية الأمازيغية، وبدأ الاجتماع بنقطة فريدة ومستعجلة تَخُص العُنف الهَمجي الشنيع الذي شنته تيارات يسارية بعثية متطرفة على مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية بموقع “قاضي قدور” بمدينة الناظور يوم 22 ماي 2025، ثم هجوم آخر يوم 23 ماي 2025، والذي أسفر عن إصابات بليغة وخطيرة في صفوف طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية، حيث تلقى أحدهم ضربات غادرة في أماكن حساسة من جسده، باستخدام أسلحة بيضاء، نتج عنها بتر أذنه واصابات بليغة في الرأس. وعَاود نفس التيار القاعدي المتطرف البعثي الهجوم على طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية موقع الناظور بنفس الأساليب والأدوات والأسلحة البيضاء يوم 28 ماي 2025 داخل الحي الجامعي، حيث أسفر الهجوم عن إصابة مناضل أمازيغي بجروح خطيرة في الرأس نُقل على إثرها إلى مستشفى “ابن سينا” بمدينة وجدة، وكشفت الفحوصات الطبية عن إصابته بكسر في الجمجمة وحدوث نزيف داخلي.
وامتد هذا الهجوم الممنهج والتعنيف الجسدي الشنيع إلى موقع وجدة حيث مارس نفس الفصيل القاعدي المتطرف أساليبه المعهودة في تهديد وحصار طلبة الحركة الثقافية الامازيغية ومنعهم من ولوج الكليات التي يدرسون بها.
إن مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي تتابع هذه الأحداث الأليمة، منذ لحظاتها الأولى، وتعلن ما يلي:
• تضامنها المطلق واللامشروط مع ضحايا هذا العنف الشنيع بموقع الناظور وموقع وجدة، وشجبها لهذه الممارسات الخطيرة والاجرامية التي تهدد سلامة وأمن مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية بجميع المواقع الجامعية؛ والذي استمر في استهدافهم منذ سنوات؛
• دعوتها للمصالح الأمنية والقضائية المختصة إلى حماية الطلبة داخل الجامعات والكليات والأحياء الجامعية، وضمان سلامتهم، وضرورة تحريك المساطر القانونية في حق مرتكبي هذه الجرائم الشنيعة؛
• تثمينها لموقف الحركة الثقافية الأمازيغية في نبذ كل أشكال العنف والتطرف والتشبث بمبادئ الحوار والاختلاف والنقاش الهادف والبناء؛ وعدم الانجرار إلى منزلقات العنف التي تحاول التيارات القاعدية البعثية المتطرفة جرها إليها؛
• دعوة كل تنظيمات الحركة الأمازيغية بالمغرب والخارج إلى مؤازرة مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية بموقع الناظور ووجدة وامتغرن ومراكش وأگادير وكافة المواقع الأخرى؛
هذا؛ وتطرق الاجتماع إلى مجموعة من القضايا الراهنة المرتبطة بالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالمغرب، وخلص إلى ما يلي:
• ضرورة الأخذ بعين الاعتبار مخرجات رأي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول “الفلاحة العائلية الصغيرة والمتوسطة” الذي كشف عن اهمال “مخطط المغرب الأخضر” للفلاحين الصغار وعن وجود تفاوت في توزيع الاستثمارات العمومية بقطاع الفلاحة؛
• استمرار تفشي البطالة في أوساط الشباب والنساء بسبب السياسات العمومية للحكومة وتوجهاتها الاقتصادية غير الناجعة التي تكرس التفاوتات الاجتماعية وتخدم مصالح الشبكات الاقتصادية الكبرى وتشجع الممارسات الاحتكارية والريع الاقتصادي الناتج عن الريع والفساد السياسيين؛ وهو ما يؤكده تقرير مندوبية التخطيط حول معدل تدهور مستوى عيش الأسر المغربية الذي فاق نسبة 80% ؛
• بُطئ مشاريع إعادة إعمار مناطق زلزال الأطلس الكبير، وعدم وضوح سياسة الدولة في الادماج السريع لضحايا الزلزال المدمر في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، واكتفائها بنزع الخيام عوض التسريع في بناء البيوت، والمواكبة النفسية للأطفال والأيتام والعائلات المنكوبة؛ مع ضرورة الحرص على الحكامة والنزاهة في أشكال صرف ميزانيات إعادة الاعمار وطرق صرف ميزانيات المشاريع المنجزة؛
• تَغييب الحوار والنقاش السياسي حول الثروات والموارد المعدنية والمنجمية والبحرية، وعدم استفادة المواطنين والجماعات الترابية والقبائل من عائدات الثروات التي يزخر بها المغرب، حيث لوحظ انتشار الفقر والبطالة والتهميش في المناطق المنجمية بالمغرب الشرقي وبالأطلس الكبير والصغير ومناطق انتاج الفوسفاط؛
• خُروج مُخجل لأحزاب الأغلبية الحكومية للتسابق الانتخابي السابق لأوانه بخطاب سياسي رديء وأسلوب هجين يعيد تكرار أنماط تقليدية متجاوزة في الحشد والتهافت على الأعيان وأصحاب المال الكبار، وغياب نقاش سياسي حقيقي حول الإصلاح السياسي وتعزيز الديموقراطية وتكريس العدالة الاجتماعية والمجالية وطرح الأسئلة الحقيقية حول الثروة وحقوق الانسان والحريات والكرامة والمساواة؛
• استمرار حِرمان الأمازيغية من حقوقها الدستورية وعدم تطبيق مضامين وبنود القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية 26/ 16، في القطاعات ذات الأولوية خاصة التعليم والاعلام والقضاء والثقافة وغيرها؛ واكتفاء أحزاب الأغلبية باستغلال سياسوي وانتخابوي بئيس للأمازيغية أثناء التجمعات والمؤتمرات الحزبية؛
• تثمينها لموقف جمهورية كينيا الداعم لمقترح الحكم الذاتي كحل سياسي وحيد لقضية الصحراء. والدعوة إلى إدماج الخطاب الامازيغي في الترافع على مغربية الصحراء بكونها أمازيغية بِحُكم التاريخ والهوية والحضارة الممتدة منذ قرون طويلة؛
• دعوتها الدولة المغربية إلى ضمان حضور وترسيخ اللغة والثقافة والهوية الأمازيغية كمرتكز أساسي في مشروع مقترح الحكم الذاتي بالصحراء، حماية للتنوع والتعدد الثقافي بالمنطقة؛
أما بخصوص الوضع الإقليمي فقد تداول الاجتماع في مواضيع تخص الوضع العام في شمال إفريقيا والساحل والصحراء، وخرج بما يلي:
• أن الحديث عن كيان “اتحاد المغرب العربي” يعد نقاشا زائفا لا يلائم الواقع الثقافي والتاريخي والحضاري لشمال إفريقيا، وهو اتحاد إقليمي متجاوز مبني على العِرق وعلى أيديولوجية الاقصاء والهيمنة، وعلى المغرب إعلان الانسحاب الرسمي من هذا الاتحاد الذي توفي مباشرة بعد ولادته؛
• التضامن الكلي والمطلق مع أمازيغ التوارگ بأزواد الذين يعانون من حرب إبادة من قِبل نظام العسكر بمَالي وميليشيات فاغنر المسلحة، والتضامن مع اللاجئين الأزواديين بدول الجوار، وكافة أمازيغ الصحراء في النيجر وبوركينافاسو وليبيا الذين يعانون من تفشي الإرهاب والجريمة البي-حدودية بمناطق عيشهم في الصحراء؛ وشجبها لصمت الأحزاب والجمعيات الحقوقية المغربية لما يتعرض له أمازيغ التوارگ من حرب إبادة جماعية؛
• التضامن المطلق مع أمازيغ القبايل جراء ما يعانونه من ظلم وقساوة ومتابعات قضائية زائفة داخل الجزائر وخارجها، مع المطالبة بوقف الاعتقالات والمتابعات التي يتعرض لها النشطاء الأمازيغ بالقبايل؛
• التنويه بما تُحققه الأمازيغية من منجزات فضلى في مجالات كثيرة علمية وثقافية وفكرية في ليبيا بفضل دينامية المجتمع الليبي وتشبثه باللغة والثقافة الأمازيغيتين وتفانيه في خدمتها والنهوض بها؛ على أمل أن تعيش الأقطار الأمازيغية نفس المنوال في تونس وموريتانيا وسيوا بمصر والنيجر وأزواد وكناريا؛
• الإشادة بالتفاعل الإيجابي والانخراط الفعال للجالية المغربية في دول العالم، في دينامية الدفاع عن الهوية والثقافة الأمازيغيتين ببلدان الإقامة وعملها على نشر ثقافة الحوار والعيش المشترك والتسامح ونبذها لكل أشكال العنف والتطرف؛
وتجدد مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي، مطالبتها ب:
• إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين على إثر الاحتجاجات السلمية والرأي وحرية التعبير، وعلى رأسهم معتقلي حراك الريف ومعتقلي زلزال الأطلس الكبير ومعتقلي الحركة الثقافية الأمازيغية بالجامعة بموقع الراشدية والمواقع الأخرى، ووقف المتابعات الصورية في حقهم؛
هذا وتدعو مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي جميع الفعاليات والتنظيمات الديموقراطية التي تؤمن بالتغيير والعمل السياسي المسؤول إلى الانخراط الفعال والجدي في الدينامية السياسية والمجتمعية لبناء تنظيم سياسي بمرجعية حضارية وثقافية أمازيغية.