فرنسا: وفاة مهاجر وفقدان آخر وإنقاذ نحو 200 شخص أثناء محاولة عبور بحر المانش باتجاه المملكة المتحدة

توفي مهاجر وأُعلن عن فقدان آخر وإنقاذ 200 مهاجر آخرين أثناء محاولاتهم عبور بحر المانش بطريقة غير نظامية من شواطئ شمال فرنسا إلى المملكة المتحدة، وفق المحافظة البحرية للمانش وبحر الشمال.
أعلنت المحافظة البحرية للمانش وبحر الشمال، في عدة بيانات، وفاة مهاجر وفقدان آخر وإنقاذ 200 مهاجر آخرين كانوا على متن قارب مكتظ انقلب ليلة الأحد إلى الاثنين 19 أيار/مايو، بعدما حاولوا الوصول إلى المملكة المتحدة انطلاقا من شمال فرنسا عبر بحر المانش بطريقة غير شرعية.
وأوردت المحافظة في بيانها بتاريخ 19 أيار/مايو أنه “تم الإبلاغ عن مغادرة قارب مهاجرين” وأنه أثناء مقاربة القارب تعرض للكسر وتم إرسال رسالة استغاثة من أجل إنقاذ المهاجرين.
انتشال شخص فاقد للوعي توفي لاحقا
وجاء في البيان أن طاقم إحدى سفن الإنقاذ تمكن، فور وصوله إلى الموقع، من انتشال 50 شخصا كانوا على متن القارب، بالإضافة إلى إنقاذ شخصين آخرين، في حين تمكنت سفينة إنقاذ ثانية من إنقاذ 9 أشخاص آخرين. وتم نقل جميع الناجين لاحقا إلى سفينة أخرى لتلقي الرعاية اللازمة.
وأثناء مواصلة عمليات التمشيط في المنطقة، رصدت مروحية شخصا فاقد الوعي في المياه. وقد تولت فرق الإنقاذ البحري التابعة لمؤسسة “إنقاذ الحياة الملكية” عملية انتشاله ونقله إلى السفينة “آبي”، حيث قُدمت له الإسعافات الأولية، لكن الفريق الطبي اضطر لاحقا لإعلان وفاته.
“إجلاء طفل وأمه بسبب انخفاض حرارة الجسم”
“ومن بين الذين تم إنقاذهم، تم إجلاء طفل وأمه بسبب انخفاض حرارة الجسم بواسطة مروحية ‘دوفين’ إلى المستشفى في بولوني-سور-مير حيث تم علاجهما”.
وأضاف البيان أيضا أنه “تم إنزال الأشخاص الذين تم إنقاذهم في رصيف بولوني-سور-مير ويتم الاعتناء بهم من قبل خدمات الإنقاذ البري”.
وبحسب ما أوردت الصحيفة المحلية “لا فوا دي نور“، تم نقل أربعة رجال إلى مستشفى بولوني بسبب انخفاض حرارة الجسم. وأن أعمارهم تتراوح بين 20 إلى 45 عاما.
فقدان شخص وإنقاذ 139 مهاجرا آخرين
وأعلنت المحافظة نفسها في وقت لاحق أن شخصا فقد أيضا بعد عمليات البحث التي أجرتها القوات الجوية والبحرية الفرنسية والبريطانية في إطار عملية الإنقاذ هذه، والتي استمرت حتى ظهر الاثنين.
وأعلنت أيضا في بيان صحفي آخر صدر بعد ظهر الاثنين، أنه تم إنقاذ 139 مهاجرا آخرين كانوا على متن قاربين يواجهان صعوبات قبالة سواحل لو توكيه (با دو كاليه)، يوم الأحد. وقالت إن جميع الركاب طلبوا المساعدة. تم إنزال هؤلاء الأشخاص، الذين كان أحدهم مصابا، في كاليه، وتم نقلهم إلى رعاية سلطات البر، وفقا للمحافظة.
وفاة 12 مهاجرا منذ بداية العام على هذا الطريق
وصل عدد المهاجرين الذين لقوا حتفهم في بحر المانش منذ بداية العام إلى 12 شخصا.
وإذا ما أُضيف إلى هذا العدد ثلاث حالات وفيات لمهاجرين دهستهم الشاحنات أثناء محاولاتهم الصعود إليها، ووفاة امرأة سودانية كانت تعاني من مشاكل صحية في 11 نيسان/أبريل بمخيم في “لون بلاج قرب دونكيرك، فإن الحصيلة الإجمالية للضحايا ترتفع إلى 16 شخصا.
ومن بين المتوفين هذا العام الذين حددت هويتهم مهاجر سوري عمره 19 عاما لقي حتفه في بداية العام، جراء تكدس وتدافع المهاجرين حوله لحظة انطلاق القارب.
وتندد جمعيات ومنظمات محلية مساندة للمهاجرين بالسياسات التي تعتمدها دول الاتحاد الأوروبي لمعالجة قضية تدفق المهاجرين بين البلدان. وأعلنت جمعية “يوتوبيا 56” نبأ وفاة المهاجر نقلا عن بيان المحافظة الفرنسية معلقة أن “الحدود تقتل”.
“أكثر من مئة وفاة خلال 7 أشهر” في محاولات ركوب الشاحنات
وفي ما يتعلّق بوفاة مهاجر إريتري خلال محاولته التسلل إلى شاحنة بهدف عبور الحدود دون اللجوء إلى القوارب التي يستخدمها المهربون لاستغلال حاجة المهاجرين وضعفهم، بل عبر تسلق الشاحنات قبل دخولها نفق المانش أو تحميلها على العبارات، والتي تُعدّ خيارًا أقل كلفة لبعضهم، كتبت جمعية “أوبيرج دو ميغران” على منصة “إكس” أن “هذا الشخص هو الضحية رقم 500 المسجّلة على هذه الحدود منذ عام 1999”. وأضافت أن “ما لا يقل عن 101 شخص لقوا حتفهم خلال الأشهر السبعة عشر الماضية”، منددةً بسياسات الهجرة المعتمدة بقولها: “سياساتنا الحدودية تقتل أكثر من أي وقت مضى”.
ومنذ بداية العام، وصل إلى المملكة المتحدة أكثر من 11 ألف مهاجر، حسب وزارة الداخلية البريطانية، وهو رقم قياسي في هذه الفترة من العام بالنسبة للأعوام السابقة.
وفي عام 2024، وفقا لمكتب مكافحة تهريب المهاجرين (OLTIM)، توفي 78 مهاجرا في هذه المعابر الخطرة، وهو رقم قياسي منذ بدء الظاهرة في عام 2018. كما وصل أكثر من 36800 شخص إلى المملكة المتحدة في قوارب غير آمنة، بزيادة 25% عن عام 2023.
ممر بحري من بين الأكثر ازدحاما
واختتمت المحافظة الفرنسية بيانها بتحذير صارم من المخاطر الجسيمة المرتبطة بمحاولات عبور القناة الإنكليزية وبحر المانش. ولفتت إلى أن هذا الممر البحري يُعد من بين الأكثر ازدحاما في العالم، إذ تعبره أكثر من 600 سفينة تجارية يوميا، إلى جانب ما تشهده المنطقة من ظروف جوية قاسية، حيث يُسجل في المتوسط نحو 120 يوما سنويا من الرياح العاتية (بقوة 7 أو أكثر). وهو ما يجعل هذا المسار خطرا للغاية، خصوصا على القوارب غير المستقرة والمحمّلة بما يفوق طاقتها.