فرنسا تعتبر مراجعة اتفاقيات الهجرة مع الجزائر “يدا ممدودة” والأخيرة ترفض “الإنذارات والتهديدات”

أشارت الحكومة الفرنسية إلى أن طلبها من الجزائر مراجعة اتفاقيات الهجرة لعام 1968، وتحديد مهلة بين 4 إلى 6 أسابيع، هي خطوة تهدف لتهدئة العلاقات الثنائية بعد تصاعد التوتر إثر هجوم في ميلوز نفذه جزائري رفضت الجزائر استقباله. بدورها، رفضت الدولة الشمال أفريقية “الإنذارات” الفرنسية، وهددت بالمعاملة بالمثل، في وقت علق مجلس الأمة الجزائري علاقاته مع مجلس الشيوخ الفرنسي.
أكدت الحكومة الفرنسية الخميس، أن مطالبتها الجزائر بإعادة النظر في “جميع الاتفاقيات” المرتبطة بالهجرة، ضمن مهلة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع، تمثل في نظرها “يدا ممدودة” لإعادة الهدوء إلى العلاقات الثنائية.
جاء ذلك في تصريح للمتحدثة باسم الحكومة، صوفي بريما، على قناة وإذاعة “بي إف إم تي في-إر إم سي”، قالت فيه إن الاتفاقيات القائمة منذ 1968 لم تحترم أبدا من قبل الجزائر، وإن باريس تبحث عن كل السبل الممكنة للتوصل إلى علاقات هادئة مع الجانب الجزائري.
وتفاقم التوتر بين البلدين بعدما هددت فرنسا، الأربعاء، بالنظر مجددا في اتفاقيات عام 1968، التي تتيح للجزائريين تسهيلات في الإقامة والتنقل والعمل داخل الأراضي الفرنسية. وقد جاء ذلك عقب هجوم بالسكين وقع في مدينة ميلوز (شرق فرنسا) نفذه رجل جزائري يبلغ من العمر 37 عاما، صادر بحقه قرار يقضي بترحيله، لكنه لم ينفذ، وفق ما ذكرته السلطات الفرنسية، بسبب تكرار رفض الجزائر استعادته.
وأشار رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو إلى أن حكومته قدمت طلبا للسلطات الجزائرية من أجل استعادة المهاجم 14 مرة، من دون جدوى، موضحا أن بلاده تدرس ما إذا كانت الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين لا تزال فعالة.
كما أعلن بايرو نيته إعطاء الجزائر مهلة بين شهر وستة أسابيع للتعامل مع “قائمة عاجلة” بأسماء أشخاص تعتبرهم باريس ملحين للترحيل.
وأكد أنه لا يرغب بالتصعيد، لكن فرنسا، من جهتها، ترى أن ضحايا حادث ميلوز هم “ضحايا مباشرون” لرفض تنفيذ هذه الاتفاقيات، على حد تعبيره.
وأوضحت صوفي بريما أن الهدف هو “الحفاظ على هذا الاتفاق (لعام 1968 بشأن الهجرة) إلى الحد الذي يتم تطبيقه فيه، وحتى تكون بيننا علاقات دبلوماسية هادئة وعادية مع الجزائر”.
كما جددت طلب الإفراج عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، مضيفة أن فرنسا تتابع “بعناية” وضع “بعض كبار الشخصيات الجزائرية” التي قد “تراجع” فرنسا تأشيراتها.
الجزائر ترفض “الإنذارات والتهديدات”
الجزائر ترفض مخاطبة فرنسا لها “بالمهل والإنذارات والتهديدات”

من جهتها، سارعت وزارة الخارجية الجزائرية الخميس، إلى رفض ما اعتبرته “إنذارات وتهديدات” فرنسية، مؤكدة عزمها تطبيق مبدأ “المعاملة بالمثل” فورا حيال أي قيود تفرضها فرنسا على التنقل بين البلدين.
وحذرت الجزائر من أن أي مساس باتفاقية 1968 سيقابل بخطوة مماثلة تجاه “جميع الاتفاقيات والبروتوكولات” ذات الطبيعة نفسها.
في غضون ذلك، أعلن مجلس الأمة الجزائري، وهو الغرفة الثانية في البرلمان، “تعليقا فوريا لعلاقاته” مع مجلس الشيوخ الفرنسي، وذلك احتجاجا على زيارة رئيس المجلس الفرنسي جيرار لارشيه إلى الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.